كشفت مجلة "توب سانتيه" فى عددها الأخير عن بارقة أمل جديدة تساعد الجهاز المناعى لدى الحوامل على مقاومة طفيليات الملاريا التى تهاجم المشيمة.
وهذا الاكتشاف من شأنه التوصل إلى لقاح مضاد لمرض الملاريا الفتاك، خاصة وأن طفيليات هذا المرض لديها القدرة على القيام بعملية تمويه تحول دون التعرف عليها من جانب الأجسام المضادة بنظام المناعة التى كانت ستهاجمها فى حال رصدتها.
وعلى الرغم من أن نظام المناعة لديه كافة الأسلحة التى يحتاجها لمحاربة العدوى فى المشيمة، إلا أن هذه الأسلحة غير فعالة، وذلك ببساطة لأن العدو يصعب رصده، مشيرة إلى أنه "من المفارقات أن عملية التمويه تتضمن أيضا أجساما مضادة، ولكن من نوع لا يساعد فى محاربة العدوى".
وذكرت المجلة أنه من بين كل 12 شخصا يوجد شخص واحد فى العالم مصاب بالملاريا، مما يعنى أن 500 مليون شخص يحملون طفيليات الملاريا الدقيقة، وأن هذا المرض يودى بحياة مليون منهم سنويا.
ويودى المرض بحياة الكثيرين، لأن الطفيليات دائما ما تخدع جهاز المناعة البشرى، وتبدأ الطفيليات عملية التمويه بالاختباء فى خلايا الدم الحمراء، حيث إن جهاز المناعة لا يكترث بها، لأن الطحال يقوم عادة بترشيح خلايا الدم المعيبة.
ولكى تتحاشى الطفيليات هذا الترشيح فإنها تقذف "خطافا بروتينيا" تلتصق من خلاله بالجدار الداخلى لشريان الدم. وحتى لو دمرت الأجسام المضادة بجهاز المناعة أحد هذه الخطافات، فإن الطفيل لديه أكثر من 60 خطافا فى ترسانته، بل إن أحدها مطور خصيصا للالتصاق بالمشيمة.
وبينما تدور رحى هذه الحرب يتكاثر الطفيل ويصيب المزيد والمزيد من خلايا الدم الحمراء التى تتركز مهمتها فى نقل الغذاء والأكسجين عبر الجسم، وتستطيع الطفيليات الاختباء بالمشيمة لدى المرأة الحامل، لأنها تكون بمثابة بيت جديد يمكن الاختباء به وبطريقة تحول دون اكتشاف جهاز المناعة له، الأمر الذى يلحق ضررا بالغا بالأم و جنينها.
المصدر: موقع اليوم السابع